اردت ان اكتب موضوع عن خيانة الاصدقاء .. هناك العديد من الاصدقاء تكتشفهم في الاخير انهم يقومن بالخداع والخيانة .. والخيانة جريمة من أفظع الجرائم ورذيلة من اقبح الرذائل وهي دليل على خبث السريرة وانحطاط الاخلاق. وإذا كانت الخيانة مع الأصدقاء فهي أشد فظاعة وأعظم اثما حيث انها بالإضافة إلى ما فيها من قبح ذاتي انتهاك لحرمة الصداقة واعتداء على حقوقها . وبها تنفصم عرى المودة وينقطع حبل الإخاء. لذلك اهتم أهل البيت عليهم السلام بهذا الأمر فوجهوا الى الملإ الاسلامي تحذيرهم من التلوث بهذا الخلق الرذيل . وقال الامام الصادق عليه السلام ( المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخونه ) وقال ايضا ( المؤمن أخو المؤمن لا يظلمه ولا يخذله ولا يغشه ولا يغتابه ولا يخونه ولا يكذبه) واذا اضمرت لأخيك سوءا فقد خنته كما قال الامام الباقر عليه السلام ( عليكم بتقوى الله ولا يضمرن أحدكم لأخيه امرا لا يحبه لنفسه فانه ليس من عبد يضمر لأخيه أمرا لا يحبه لنفسه الا جعل الله ذلك سببا للنفاق في قلبه ) واذا ائتمنك اخوك على سر فأفشيته فقد خنته كما قال الامام الباقر عليه السلام ( من الخيانة أن تحدث بسر أخيك) واذا استشارك أخوك فأشرت عليه برأي تعلم أن فيه ضررا عليه فقد خنته كما قال الرسول صلى الله عليه وآله ( من أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه) ومن الخيانة بأخيك أن تحفظ عليه بعض زلاته لتفضحه بين الناس بل هو الى الكفر أقرب كما قال الرسول صلى الله عليه وآله ( أدنى الكفر أن يسمع الرجل من أخيه الكلمة فيحفظها عليه يريد أن يفضحه بها اولئك لا خلاق لهم) ومن الخيانه ايضا أن تحدث عنه بما يزري بشأنه ويخل بكرامته . او انك تحدثه كاذبا وهو يحسبك صادقا , او ان ترى أخاك يرتكب قبيحا فلم تردعه عنه , او ان يكون في قلبك حب لأخيك فلم تخبره بذلك ولم تطلعه عليه كما قال الرسول صلى الله عليه وآله ( من كان لأخيه المسلم في قلبه مودة ولم يعلمه فقد خانه ) وجدير بالعقل أن لا يمنح مودته الا من كان مخلصا له وفيا معه ولا يضعها في غير موضعها .